أبرز قبائل جنوب السودان

تعيش في دولة جنوب السودان العديد من القبائل، ومن أشهرها قبيلة الدينكا التي تضم عدة بطون، وينحدر منها كل من جون قرنق وخلفه سلفاكير ميارديت، ثم النوير التي ينحدر منها رياك مشار الذي دخل في صراعات مع سلفاكير بدعم من الجيش الأبيض.

وفي ما يلي أهم القبائل بجنوب السودان:
أثر الانتماء القبلي على قضية جنوب السودان، سواء على صعيد العلاقات الداخلية بين القبائل داخل الحدود، أو على صعيد العلاقات الخارجية مع دول الجوار التي توجد فيها امتدادات قبلية لمختلف قبائل الجنوب.

فعلى الصعيد الداخلي مثلا، إن أي انشقاق أو انصهار تعرفه الحركة الشعبية لتحرير السودان يعكس غالبا على تفاعل البنية الاجتماعية ومدى الترابط أو التنافر بين مكوناتها.

أما خارجيا فإن قبائل جنوب السودان لها امتداداتها في أوغندا وإثيوبيا وكينيا والكونغو، وهذا ما يفسر سهولة انسياب وتحرك الجيش الشعبي لتحرير السودان في حدود الدول المجاورة، إبان الحرب ضد الخرطوم.

وفي غياب الإحصائيات الرسمية، تشير المعطيات المتوفرة إلى أن أصول قبائل جنوب السودان تعود إلى ثلاث مجموعات رئيسية، أكبرها المجموعة النيلية التي تمثل 65% من مجموع السكان، التي تضم القبائل صاحبة النفوذ السياسي الأكبر، فقبيلة الدينكا على سبيل المثال تمثل نحو 40% من المجموعة النيلية، تتبعها قبيلة النوير بنحو 20%.

ورغم أنهما تشكلان أقل من 50% من سكان جنوب السودان الذين تقدر قبائلهم بنحو 64 قبيلة، فهما أكبر قبيلتين في جنوب السودان الذي تلعب فيها القبلية دورا محوريا في الحياة السياسية.

قبيلة الدينكا
تعد قبيلة الدينكا من أكبر المجموعات الإثنية في دولة جنوب السودان التي تضم عشرات الإثنيات العرقية، ولديها معتقدات دينية وطقوس خاصة في الزواج والطلاق، وتشتغل بالزراعة ورعي الماشية، ومنها انحدرت قيادات جنوب السودان، وفي مقدمتها جون قرنق وسلفاكير ميارديت.

تعيش الدينكا في فضاء جغرافي يمتد من شمال مديريات بحر الغزال والنيل الأعلى إلى جنوب كردفان (حول مجرى النيل) حيث يقع خط تماسهم مع قبائل البقارة.

ويعرف المركب الإثني والثقافي الذي تنتمي إليه الدينكا بمجموعة الشعوب الناطقة باللو والممتدة في أقاليم شرق أفريقيا (الذي يجمع قبائل الماساى بكينيا، والتوتسي برواندا وبوروندي، بل وبعض المجموعات البشرية بمالي والسنغال المشهورة بطول القامة وسواد البشرة الداكن).

ومن أهم بطون الدينكا النجوك وأبوك وأدوت والدينكا بور والنويك ملوال، وإلى عشيرة الدينكا بور ينتمي جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، وتعد الملوال أكبر تلك البطون.

يشتغل جل الدينكا بالرعي والزراعة، ويرعون قطعان الماشية في المراعي القريبة من الأنهار خلال مواسم الجفاف، وفي مواسم الأمطار يزرعون الحبوب والتبغ بعيدا عن مناطق الفيضانات.

أطلق الدينكا على أنفسهم لقب "سيد العالم" (Moin Jiang)، ولفظ الدينكا مكون من مقطعين هما "دينك كا" أو "دينك كاك".

وبحسب باحثين، تعتقد الدينكا بوجود إله واحد يدعى "نيال" أو "نياليك"، ويؤمنون بأن روحه تتقمص الأفراد، ويعتقدون بأن جدهم الأكبر "دينغ ديت" كان يتمتع بخصائص تقربه من درجة الأنبياء، وتشير موروثاتهم إلى أن ولادته تشبه ميلاد المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام.

لا توجد سلطة مركزية تحكم الدينكا، ومنذ قديم الزمان نظموا حياتهم وفق نظام عشائري مترابط حيث يرأس كل قبيلة قائد يدعى "بيني".

وعلى رأس كل عشيرة ينصب قائد ونائبان له، ثم عُمَد ثم مشايخ، يكلفون بفض النزاعات وفق الأعراف والتقاليد السائدة.

ويسمح للشخص بالزواج بالعدد الذي يريد من النساء، ويمكن أن يكون لأحدهم عشرات الأبناء والأحفاد. 

عبّرت كثيرا بعض مكونات جنوب السودان القبلية عن تذمرها من سيطرة قبيلة الدينكا على جميع أمور المنطقة قبل الانفصال عن السودان، وحتى بعد نشوء الدولة الجديدة إثر الانفصال؛ ففي عام 1991 قاد بعض أبناء قبيلة النوير (رياك مشار وغيره) معززين بعناصر من الشلك تمردا ضد جون قرنق، جسّد خروجا على هيمنة الدينكا وانضموا إلى الحكومة السودانية، إلا أن ذلك لم يمنع جون قرنق من السيطرة على حركة التمرد واستقطاب من تمردوا عليه.

وبدا أن الأمور تتجه نحو الهدوء بين الجانبين بعد سنوات طويلة من الصراع، وذلك بعد أن أدى سلفاكير في التاسع من يوليو/تموز 2011 اليمين الدستورية رئيسا لدولة جنوب السودان أمام عشرات آلاف الأشخاص وممثلين لدول أجنبية عدة، بينما اختير رياك مشار نائبا له.

غير أن المعارك سرعان ما عادت إلى الاندلاع مجددا في 15 ديسمبر/كانون الأول 2013 بين الرئيس سلفاكير ميارديت ورياك مشار، خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى والمهجرين، ولم تنجح تدخلات الأمم المتحدة والقوى الدولية في وضع حد نهائي لها.

وعلى الرغم من توقيع اتفاق سلام عام 2015، فإن الاشتباكات لم تكد تنتهي، وكان من أشدها عنفا معارك الأسبوع الأول من يوليو/تموز 2016، التي خلفت نحو ثلاثمئة قتيل، وعشرات آلاف المهجرين.

قبيلة النوير
يسكن النوير في فضاء جغرافي يقع أساسا في إقليم أعالي النيل، أي مناطق السوباط والناصر وميورد وأيود ومحافظة اللير، ويمتدون الي داخل حدود الحبشة. وتكثر المستنقعات في هذا الفضاء، وزاد ذلك من عزلة النوير ونزوعهم الاستقلالي والاعتزاز بالنفس، كما زاد من صعوبة اختراق مناطقهم. ويمتاز النوير بأن لهم لهجة واحدة وأسلوبا في الحياة متشابها إلى حد بعيد.

ومن أبرز سياسيي النوير رياك مشار الذي شغل بداية التسعينيات نائب رئيس جمهورية السودان بعدما انشق عن جون قرنق وكذلك تعبان دينق وغيرهما.

قبيلة الشلك
من أقل المجموعات العرقية عددا، تعيش في شريط على الضفة الغربية للنيل الأبيض
، من كاكا في الشمال إلى بحيرة نو في الجنوب.

وقبيلة الشلك ذات نظام سياسي مركزي تحت قيادة ملك أو سلطان يطلقون عليه لقب "الريث"، ويجمع الريث بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية في صبغة مشابهة للتقاليد المصرية الفرعونية القديمة.

ومن أبرز سياسيي الشلك لام أكول الذي انشق عام 1990 عن جون قرنق وأصبح وزيرا للنقل في حكومة البشير قبل أن يعود عام 2003 من جديد إلى صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان.

النيليون الحاميون
أطلق هذا الاسم على هذه القبائل نظرا لاشتراكها مع المجموعة النيلية في كثير من السمات السلالية واللغوية، وفي نمط الحياة الاقتصادية (الاعتماد على تربية الماشية خاصة البقر والاعتزاز بها). إلا أن هنالك فرقا بين المجموعتين خاصة لون بشرتهم الأقل سوادا من النيليين.

ومن أهم قبائل النيليين الحاميين: الباري والمنداري والتوبوسا والتوركاتا ويخضع أفرادها لسلطة سياسية قبلية جماعية.

ثالثا: المجموعة السودانية
تنتمي إلى هذه المجموعة قبائل الزاندي، والموز، والمادي، والبون جو، والقريش؛ وعبارة "المجموعة السودانية" اصطلاح سلالي عرقي وليس اصطلاحا سياسيا، وتوجد قبائل هذه المجموعة في فضاء جغرافي يقع أساسا غرب النيل وقرب الحدود الجنوبية والجنوبية الغربية للبلاد.

ويغلب على طبيعة الحياة الإنتاجية لهذه السلالة الزراعة وليس تربية الماشية بسبب انتشار ذبابة التسي تسي في أماكن وجودها.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية