الخارجية السودانية تتهم بريطانيا بالتدخل والتواطؤ مع الدعم السريع

الحرب في السودان تسببت في مقتل الآلاف وتدمير البنية التحتية للبلاد (رويترز)

اتهمت الخرطوم بريطانيا بالتدخل في شؤونها من خلال تغيير صيغة وطبيعة جلسة مشاورات في مجلس الأمن الدولي، الاثنين الماضي، عن السودان لبحث شكوى تقدمت بها ضد الإمارات، في حين أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان قرارا بإعلان الطوارئ في الخرطوم.

وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إن بريطانيا تدخلت ليصبح اجتماع مجلس الأمن عن الأوضاع في السودان عامة ومنطقة الفاشر خاصة، رغم أن الجلسة كانت مخصصة لمناقشة شكوى تقدم بها السودان ضد الإمارات اتهمها برعايتها متعددة الأوجه لقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، دبّ الصراع بين الحليفين السابقين -الجيش السوداني وقوات الدعم السريع– وانخرطا في حرب طاحنة أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 13 ألفا و900 شخص ونزوح 8.5 ملايين سوداني، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وأعربت الخارجية السودانية عن أسفها لما قالت إنه "تنكر بريطانيا لواجبها الأخلاقي والسياسي بصفتها عضوا دائما بمجلس الأمن وما تلزم به نفسها للتصدي لقضايا السودان في المجلس، وبحكم ماضيها الاستعماري في السودان، والذي لا تزال آثاره غير الحميدة مستمرة، وذلك مقابل مصالحها التجارية مع الإمارات".

واتهمت الوزارة، في بيانها، الحكومة البريطانية بإجراء لقاءات سرية مع قوات الدعم السريع، وقالت إن ذلك يجعلها شريكة في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها تلك القوات، وداعمة للإفلات من العقاب.

وقالت إن جلسة مشاورات مجلس الأمن المذكورة انعقدت صباح الاثنين 29 أبريل/نيسان الماضي، وقد طالب أعضاء المجلس خلالها بأن توقف قوات الدعم السريع أعمالها العدائية في ولاية الفاشر وأن تتعهد بعدم مهاجمة غيرها من المدن السودانية.

نفي إماراتي

وكان مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، طالب مجلس الأمن السبت الماضي بعقد جلسة لمناقشة ما أسماه "إشعال الإمارات الحرب في بلاده عبر دعم قوات الدعم السريع"، وأعلن رفض الخرطوم مشاركة أبو ظبي في أي تسوية للأزمة السودانية.

وردت الإمارات برفض الاتهامات السودانية، وذلك في رسالة وجهها المندوب الإماراتي الدائم لدى الأمم المتحدة محمد أبو شهاب، الأحد، إلى الرئيسة الدورية لمجلس الأمن لشهر أبريل الماضي فانيسا فرايزر.

وقال أبو شهاب إن بلاده ترفض الادعاءات التي أدلى بها المندوب الدائم للسودان، التي قال إنه "لا أساس لها من الصحة، وتتعارض مع العلاقات الأخوية الراسخة بين بلدينا".

وجاء في الرسالة أن الإمارات ستظل ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان، ومواصلة العمل مع جميع المعنيين.

إعلان الطوارئ بالخرطوم

وفي التطورات بالسودان أيضا، أفادت وكالة السودان للأنباء (سونا) بأن رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان أصدر قرارا بالموافقة على توصية من حكومة ولاية الخرطوم بإعلان حالة الطوارئ في الولاية.

وهذه هي المرة الأولى التي يوافق فيها البرهان على إعلان الطوارئ في العاصمة السودانية الخرطوم منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي دخلت عامها الثاني.

وقالت الوكالة السودانية إن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة أعلن اليوم الخميس -خلال اجتماع للجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة بولاية الخرطوم- صدور القرار القاضي بإعلان الطوارئ، وأوضح أن الأيام القليلة القادمة ستشهد إصدار مراسيم عن الولاية تدخل بموجبها حالة الطوارئ حيز التنفيذ.

كما أفادت الوكالة بأن البرهان وافق على توصية من ولاية الخرطوم بالتعامل مع الوجود الأجنبي في السودان، والذي أصبح يشكل تهديدا لأمن لبلاد.

وقالت إن اللجنة العليا للطوارئ ناقشت التحديات المتمثلة في مشاركة بعض الأجانب في القتال إلى جانب المليشيات المتمردة، وإن الولاية ستعمل بالتعاون مع وزارة الداخلية ومعتمدية اللاجئين للتعامل مع ملف الأجانب.

مساعدات للقطاع الصحي

وفي سياق متصل، أعلنت السلطات السودانية أمس الأربعاء، أنها تسلمت منحة قدرها 20 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي لدعم النظام الصحي في 6 ولايات بالبلاد.

وقُدمت المنحة للسودان عبر منظمة الصحة العالمية، وتشمل أجهزة عناية فائقة للأطفال حديثي الولادة، ومعدات طبية، بالإضافة إلى 10 محارق للتخلص من النفايات الطبية.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية شبلي صحاني، إن المنحة مخصصة لولايات البحر الأحمر، ونهر النيل، وشرق دارفور، والشمالية، والنيل الأزرق، والخرطوم.

وتسببت الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام في إغلاق ما بين 70 إلى 80% من المستشفيات في السودان، في حين تعاني المستشفيات التي ما زالت تعمل نقصا في الاحتياجات والإمدادات الطبية والعاملين، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية حربا أسفرت عن مقتل آلاف السودانيين وتشريد الملايين داخل وخارج البلاد.

المصدر : وكالة الأناضول