فلسطينيون يحاولون إغلاق المكتب الأممي برام الله

فلسطين رام الله 9 شباط 2016 نشطاء فلسطينيون يغلقون مدخل مكتب الأمم المتحدة برام الله احتجاجا على تجاهل إضراب القيق
ميرفت صادق-رام الله

لجأت مجموعة شبابية فلسطينية إلى الاحتجاج أمام مكتب الأمم المتحدة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية وحاولت إغلاقه، احتجاجا على "صمتها حيال إضراب الصحفي الفلسطيني الأسير محمد القيق منذ 77 يوما ضد اعتقاله الإداري".

وجاءت هذه الخطوة بعد يوم واحد فقط على إغلاق جزئي لمقر الصليب الأحمر الدولي في المدينة صباح أمس الاثنين، واتهام المنظمات الدولية بإهمال إضراب القيق والمشاركة في محاولة اغتياله.

واعتصمت المجموعة -وهي قرابة عشرين ناشطا فلسطينيا- أمام المكتب الأممي وسلمت موظفيه مذكرة احتجاج، وحمل نشطاؤها لافتات كتب عليها: "مغلق بأمر محمد القيق" و"قوموا بواجبكم أو انصرفوا"، في حين حضرت قوات من الشرطة الفلسطينية إلى المكان.

وطالب النشطاء الأمين العام الأممي بالتدخل الفوري للإفراج عن الصحفي القيق و"عدم الاكتفاء بالصمت والقلق على حياته التي باتت مهددة"، كما جاء في بيان أصدروه.

‪نشطاء فلسطينيون يغلقون مدخل مكتب الأمم المتحدة ويطالبون بان كي مون بالتدخل للإفراج عن القيق‬ (الجزيرة)
‪نشطاء فلسطينيون يغلقون مدخل مكتب الأمم المتحدة ويطالبون بان كي مون بالتدخل للإفراج عن القيق‬ (الجزيرة)

تحرّك ورسائل
وقالت الناشطة بيسان رمضان إن الخطوة تهدف إلى توجيه رسالة للمقرات الدولية في نيويورك من أجل القيام بواجبها والكف عن أخذ دور "المنسق" بين الفلسطينيين والاحتلال.

وحذرت بيسان من خطوات أكثر جدية من إغلاق مقرات الأمم المتحدة والصليب الأحمر، إذا استشهد الأسير القيق أو أحد الأسرى. وقالت إن المؤسسات الدولية لا تقوم بدور الحماية المنوط بها في حالة شعب تحت الاحتلال.

وقال بيان النشطاء إن إسرائيل بعد أكثر من شهرين على إضراب القيق عن الطعام، ما زالت تماطل في الاستجابة لمطلبه، وتخدع الرأي العام المحلي والدولي بقرار محكمتها العليا "تعليق اعتقال محمد القيق"، بينما تبقيه محتجزا في مستشفى إسرائيل وترفض الإفراج عنه للعلاج مما جعله عرضة للموت في أي لحظة.

وحملت المجموعة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المسؤولية عن حياة الصحفي المضرب، وقالت إنها تعتبر صمته "استمرارا للدور المشبوه في التستر على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وسياسة الكيل بمكيالين".

كما طالبت بان بتصريح علني يدعو للإفراج عن القيق وإدانة سياسة الاعتقال الإداري الإسرائيلية التي يواجهها مئات الأسرى الفلسطينيين وتفقدهم حق الاطلاع على تهمتهم بسبب اعتبارها "ملفا سريا" وتجعلهم رهينة لتمديد اعتقالهم كلما انتهت مدته.

بيان ودعوات
ودعا النشطاء الأمم المتحدة إلى "احترام المبادئ التي تستند إليها مواثيقها، وعلى رأسها اتفاقيات حقوق الإنسان والعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية جنيف الرابعة".

وقال البيان "سيادة الأمين العام.. إن واجبك ومسؤوليتك تفرض عليك قول كلمة الحق والتنديد بسياسة دولة الاحتلال لا معاملتها كدولة فوق القانون.. إننا نطالبك بالخروج عن صمتك وممارسة الضغط للإفراج الفوري عن محمد القيق، وإذا لم تفعل ذلك، فإنك تحول نفسك ومنظمة الأمم المتحدة إلى مجرد أداة وبوق شنيع لإسرائيل".

وتزامن إغلاق المكتب الأممي مع دعوات وجهتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 من أجل التظاهر أمام مستشفى العفولة حيث يحتجز القيق.

‪ناشطة فلسطينية تحمل ملصقا للأسير القيق بعد أن تدهورت حالته الصحية جراء إضراب مستمر منذ 77 يوما‬ (الجزيرة)
‪ناشطة فلسطينية تحمل ملصقا للأسير القيق بعد أن تدهورت حالته الصحية جراء إضراب مستمر منذ 77 يوما‬ (الجزيرة)

حالة خطيرة
وقال عضو اللجنة فراس العمري في تصريح صحفي إن صحة القيق في غاية الخطورة، ودعا إلى التظاهر من أجل إنقاذه.

وصباح اليوم، قالت محامية هيئة الأسرى هبة مصالحة إن القيق في حالة خطيرة ويواجه تدهورا متتالية على صحته، وهو معرض للموت المفاجئ.

وذكرت أن المفاوضات بين نيابة الاحتلال الإسرائيلي وطاقم محامي القيق ما زالت مستمرة ولكن دون نتائج، وذلك بعد أن رفض الأسير المضرب عرضا إسرائيليا بالإفراج عنه مطلع مايو/أيار القادم وطالب بإطلاق سراحه فورا.

واعتقل الصحفي محمد القيق (33 عاما) يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبدأ إضرابه بعد أربعة أيام حيث حوله الاحتلال إلى الاعتقال الإداري بعد رفضه الاعتراف بتهمة "التحريض على العنف".

المصدر : الجزيرة