لو فاخرت بقرة مدللة من أبقار سويسرا بقرة رشيقة من أبقار مجتمع الفُلّان ودلت عليها بغزارة لبنها ودرور ضرعها، لرفعت بقرة الفلاني رأسها في الهواء وقالت: هذا قرني، فأين قرنك؟
اشريف محمد يحيى
محرر إعلامي موريتاني
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
وتحت هذا “التطهير الإعلامي” خدمة لغوية جليلة، إذ هو -في جانب منه- “تحرير للألفاظ” من أسر الاستعمال وزنزانة التداول.. كما أن ثمة ملمحا آخر من ملامح العناية بدقة التعبير ومراعاة الذوق الاستخدامي.
للعربية ما ليس لغيرها من اللغات؛ فهي معصومة من الانقراض الذي عصف بلغات إنسانية كانت حيّة ذاتَ يوم، وهي محفوظة من الانسلاخ الذي يهدّد لغاتٍ أخرى تعيش على الحضور السياسي وتتغذّى على التأثير الاقتصادي.
متى يحلّق المحتوى الدرامي الموريتاني، حتى يتجاوز نسخة الكوميديا المحلية الحبيسة، ويحقق شرط المنافسة العربية والعالمية مع المحافظة على ثنائية الرسالية الهادفة والإقناع الفني؟
ألف الناس العلامات المستحدثة -مع الوقت- واهتدوا بها، حتى صارت معالم تنقل معاني الاستفهام والتفسير والتأثر. فكانت -بذلك- بمثابة “الترجمة” لما سماه اللغويون القدامى “حروف المعاني”..
تذكرت قول جماعة “قل ولا تقل” ومدربي “صح أو خطأ”: لا تقل (تم إجراء عملية الانتخاب الرئاسي) بل قل: (انتخب الرئيس)؛ تسترِح، وتربح كلمتين بدلا من خمس..