لو صدرت مذكرات اعتقال ضد قادة إسرائيلين، فسيكون ذلك هو الخبر الأهم على الإطلاق منذ قيام دولة إسرائيل التي توصف بأنها دولة محمية من المساءلة وأن قادتها يتمتعون بالمناعة ضد أية ملاحقة.
د. محمود الحنفي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
الاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا بعد معالجة جذور الصراع. ووقف حرب الإبادة على غزة هو الخطوة الأولى. على جميع الدول المتصلة بالصراع أن تدرك خطورة الأمر وأن تبذل جهداً حقيقيا في هذا المجال.
لم تكن المواقف الغربية جدية بقدر خطورة استهداف قافلة “المطبخ المركزي العالمي”، وكشفت أنه لا ضغوط حقيقية ضد إسرائيل لمنع أكبر جرائم العصر بحق الإنسانية في غزة، فلماذا يفعلون ذلك رغم أن الضحايا غربيين؟!
وبعد تعثُّر مسار محكمة العدل الدولية في وقف جريمة الإبادة في قطاع غزة على الأقل في المدى المنظور، نطرح في هذا المقال موضوع المسارات الممكنة قانونًا وحقوقيًا لملاحقة ومحاسبة قادة إسرائيل.
تطلق الماكينة الدعائية الإسرائيلية خطابًا تحريضيًا على أهمّ وكالة أممية هي وكالة الأونروا المعنية بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
يأتي التهديد الإسرائيلي بعملية واسعة ضد سكان رفح قبل أيام من انتهاء موعد طلب محكمة العدل الدوليَّة من إسرائيل تقديم تقرير عن مدى التزام إسرائيل بالتدابير لمنع ارتكاب جريمة إبادة.
في خضمّ الفوضى التي تسودُ العالم، وازدياد حدّة الحروب والجرائم البشعة، يبرز تساؤلٌ هامّ حول دور الأمم المتحدة في ظلّ هيمنة الولايات المتحدة على المنظمة الدولية وعجزها عن وضع حدّ لجرائم الإبادة في غزة.
تخوض دولة جنوب أفريقيا المعركة القانونية ضد إسرائيل منفردة، لكنها تخوضها بثقة بالنفس واستنادًا إلى دلائل دامغة على ارتكاب جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
تجاهل كريم خان بشكلٍ شبه تام الأحداث في غزّة، ولم يقم بإصدار أية مذكرة توقيف بحق قادة إسرائيليين صرحوا بشكل واضح بأنّهم سوف يقطعون الماء والدواء والغذاء عن سكان قطاع غزة.
أبرمت إسرائيل منذ نشأتها عام 1948 سلسلة من الاتفاقات والهدن لم تحترم معظمها، وتعاملت معها باعتبارها فرصًا سياسية وعسكرية لفرض وقائع ميدانية.