الأحداث التي تمر بها الشعوب العربية المسلمة اليوم، تستدعي التفكير في الهوية، لا من منطلق الانتساب إلى ماضٍ مشترك فحسب، بل من منطلق مستقبل ما أحوجنا إلى سردية جديدة تعيّن طبيعته، وسبل تحقيق ذواتنا فيه.
د. خالد حاجي
كاتب وباحث مغربي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يوضح كتاب «صناعة الإنسان الرقمي السفيه، أو التافه»، مدى خطورة الشاشات على إنسان الغد. ويكشف أن أنماط التشابك مع العوالم الرقمية اليوم تورث النفس الإنسانية من القلق، أكثر مما تورثها من السكينة.
التكنولوجيا، بوصفها منظومة عقلية قائمة بذاتها، لا تكترث بالوشائج القائمة بين الإنسان والكون، قدر اكتراثها بتحقيق الربح والمصلحة الماديين، سواء على حساب الأرض، أو على حساب الآخرين.
ليست الدعوة إلى حقن دماء الأبرياء من الأطفال والرضع دعوة يحكمها مبدأ إنساني أخلاقي واضح يتعالى عن الأغراض السياسية الانتخابية؛ إنما هي إستراتيجية لاستمالة فئات وشرائح مجتمعية تعارض القتل الهمجي.
يستعرض المقال كتابين جديدين صدرا في أوربا يحملان تساؤلات عن الهوية الأوربية، في زمن تعيش فيه هذه الهوية أزمة مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، وأزمات أخلاقية بسبب مواقف تابعة لأميركا
تحاول إسرائيل منذ نشأتِها أن تبني شرعية وجودها على عنصرَين: التاريخ والثقافة الغربية الحديثة، هذه الثقافة التي تبرر الاستعمار وتُسوِّغه. في مقابل المجتمع الفلسطيني الذي يستمدّ شرعيتة من حقه في الأرض.
إن انخراط أميركا غير الأخلاقي وغير القانوني في الحرب على غزة، تفتح به باب صراعٍ جديدٍ، صراع ثقافي وقيمي وأخلاقي يجمعها بشعوب العالم. وعند التأمل نجد أن أول ضحايا هذا الصراع هو الشعب الفلسطيني الأعزل
كل القرارات الأممية، وكل توصيات القمم، وبنود الاتفاقيات ظلت حبرًا على ورق، أو كلامًا لا شيء يُصدِّقه على الواقع. فالاحتلال هو الاحتلال، والمستوطنات هي المستوطنات، إذا لم تكبر حجمًا، فهي لن تصغر.
الإنسان جسد وروح، مادة ومعنى. فأنت إن أفنيت الجسد، لن تُفني الروح التي تسكن هذا الجسد. قد يُسلّم لك الآخرون بتفوقك المادي، لكنهم لن يُسلّموا لك بالتفوق الأخلاقي، أو بالحق في الريادة على مستوى القيم.
إن ما يحصل في غزة اليوم من فظاعة يُسائِل الضمير الإنساني أكثر من كل الأحداث الفظيعة عبر التاريخ. فلم يسبق للبشرية أن عاينت- مثلما تعاين اليوم- مجازرَ إنسانية على المباشر.