يوماً ما ستدرك أنَّ الحروب ضرورةٌ وأنَّ التعاون ضرورةٌ، وأنَّ الثابت يهلك والمتحرك يتحول والتوّحد ركود والتنوع حياة، وكلَّما زادت ألوان الطبيعة زادت حياةً.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
غارقون بمجتمعٍ يُصنِّفُ الناسَ حسب اللقب الوظيفي الذي يسبق اسمه، وكلَّما زاد عددها زادت هيبة صاحبها واحترامه، حتى يكاد يحسب نفسه طفلاً، الجميع يقدِّم له الحبَّ ويستصغر أخطاءه ويعفو عنها.
جُحا المواطنُ نصفُ المعتوهِ نصفُ الحكيمِ، الذي يقولُ ما لا يعني ويعني ما لا يقول، المتوّرطُ بلسانهِ الآمنُ من سخط الحكّامِ والقضاةِ، فقد رُفعَ القلمُ عن المجنونِ.
أسوأ ما يمكن أن يحصلَ للإنسانِ بحياته أنْ يفقدَ القدرة على التذوقِ فيصير كلّ شيءٍ بذات الطعم وذات الشكل وذات المضمون، تموت الألوان جميعها ويظلّ الرمادي شامخاً دليلاً على موتها.
نحنُ بحاجةٍ إلى تطويرِ مفاهيمنا حولَ الكثيرِ منَ الإشكالاتِ التربويّةِ والنّفسيّةِ ذاتِ الأصولِ التّراثيّةِ أو الدّينيّةِ. إنّنا لا ننكرُ وجودَ العينِ أو الحسدِ، لكنّنا ننكرُ استفحالَها في المجتمعات.
يطلُّ علينا عمرو خالد مستغلًّا مكانَتَهُ كَداعيةٍ إسلاميٍّ، ينطقُ باسمِ الدّين، ببدايةِ شهرِ رمضان، بمشهدٍ إعلانيٍّ أشبهُ ما يكونُ بشعوذةٍ إعلاميّةٍ، صُبِغَ بها التّقرّبُ إلى اللهِ بشراءِ دجاجِ الوطنيّةِ.
اعلم يا ولدي أنّ الرّبيعَ نعرفُهُ بالخَضار، والعبادةُ نعرفُها بالتّقوى والإيمان، والحياةُ نعرفُها بالمعنى، وأنّ الأبوّةَ نعرفُها بنداءك “والدي”، كلّما ضاقتْ بكَ الدّنيا فلا تحرمنيها.