بعد رحيلنا أيها الوطن كلانا سوف يتألم وكلانا سوف يشتاق، ستملأ الغصة أرواحنا لأننا تركناك وحيداً وسيملأ الندم قلبك النابض بروح شعبك لأنك تركتنا نرحل، فمن أنت أيها الوطن؟
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
في منتصف سعادتهم ما كان من قوة السيول إلا أن تأخذهم معها وتجرف أحلامهم في طريقها، نحن لا نعرف كم صمدوا، كم حاربوا لأن يبقوا ثابتين.
ها هو المجتمع يقف ما بين الجاني والضحية، يحصد زرع يديه، ولكن بات لزاماً عليه أن يعلم أنّ الطب مقبرةٌ يُدفن الإنسان فيها إن دخلها رغماً عنه.
صحيحٌ أن الحياة أشغلتنا ولكن الموت ما أخافنا أبداً يا جدتي، ولعل التهجير غيرنا ولكنه لم ينسينا “لأنه الأسى ما بينتسى” والأرض كلما عطشت تروى بالدماء دون تردد.
“غزةُ”، تلك العروس التي تخلت عن حزنها ومناشدتها للعروبة، لتصنع لنفسها منزلاً خاصاً يفتقر لكل الماديات، غزة صاحبة النسب والفضل العزة تترك العرب لاَهُونَ في شؤونهم المتناثرة وتصنع بالأمومةِ سيوفاً.
يعرف الجميع أننا لسنا في بيت للأشباح ومع هذا كل الوجوه شاحبةٌ مصفرة، فأشباحٌ من الموت تحيط بالمكان، على خلاف ما يفترض به أن يكون مكاناً للهروب منها.
تحولنا لآلات تسجيل لا تحمل أي مشاعر، ترى الموت حولها يدنو كل يوم وهي تنظر إليه، تحفظ تواريخه..كأنها أوراقٌ وإحصائيات أو دفاعاً عن عروبتنا التي تحيا تحت الرحمة منتظرةً العطف.
آن الأوان لاقتلاع السرطان العشائري من جذوره التي باتت تتغذى على مستقبلنا ودماء أولادنا ولنبدأ العلاج أولاً من داخل بيوتنا بتعليم ديني ومنطقي واعد بأن الإنسان المختلف يحارب بالفكر والاحترام.