أمامي ورقة كنت قد كتبتها قبل اسبوعين أي قبل بداية رمضان، أحسبني كنت أفرط فيها في “الإيجابية النظرية”، هذا طبعا قبل أن اصطدم بالحائط الذي يفصل التوقعات عن الواقع.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
الأصل في الحياة أنه كلما ازداد علم الإنسان ازداد تواضعه وقلت حاجته للجدل، لذلك فإن أكثر الناس صراخاً لكن أكثرهم بُعدا، بينما أكثر الناس تأثيراً أكثرهم عملا بصمت وإن بعدوا.
الروح هبة الله للبشر، فيها تَميّزُهم ومنها اختلافهم وتمايزهم، هي كما وصفها سيد الخلق “جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”، هي لُب الإنسان وخلاصة تكوينه وبوصلته
الرجولةأجمل ما يمكن أن يوجد في المرء على الإطلاق،هي ثمرةحكمةالعقل وطهارةالقلب،ليست لأي أحد ولا تليق بأي أحد ولا تشترى لا بالمال ولا بالكلام ولا بغيره،فأرح نفسك من عناء إثبات رجولتك..
هل تعرفون من أنا؟أنا مسلم عربيّ لكن اسمي الأجنبيّ قد خدعني كما خدعَتني حياتي ولغتي والطعام الذي تناولته والموسيقى التي سمعتها والعلاقات التي كونتها..عشت حياة مستعارة بلغة مستعارة وأحلام مستعارة..
جربت مرارا إجراء تمارين التأمل التي تعلمتها علّني أنجح في إجبار جسمي المستنفر على النوم، لكني وجدت نفسي أتأمل أكوام الغسيل التي تحتاج إلى طي، وأطباق العشاء المكوّمة في الحوض.
العربي “المعتر”، فمنذ اليوم الذي بشرّت به الداية وأخذت حصتها من البقشيش بالخبر السعيد، وهو يخرج من مشكلة ليقع بأزمة فيهوي بمصيبة، أما عن شكله فحدث بكل الحرج..
في مثل هذه الأيام من السنة ونحن على أعتاب عامٍ جديد، يجلس السوري مع نفسه لدقائق في محاولةٍ لإجراء جردٍ بسيطٍ لاثني عشر شهراً من عمر الزمن.
الاستخفاف بعقول الجيل الجديد ودفعه للاعتقاد بأن تركيزه الذهني على الثراء كافٍ لجعله ثريا، وأن قوة عقله اللاوعي ستجعل الكون كله يتآمر لتحقيق هدفه، تكريس مفهوم التواكل بثوب عصري.
سيدي عبدالقادر.. قل لي كيف استطعت أن تختصر بشخصك ما لم تجمعه أمةٌ بأكملها؟، كيف استطعت أن تكون رجلاً عابراً للزمن ومحارباً لا يجود الزمان بمثله إلا ما ندر؟..