اطمئن يا أحمد! وطمئن أباك وإخوانه أن شعبكم ماضٍ في ثورته! لم ترهقه مائة عام من التضحية، مائة عام والأمهات -كأمك يا جرار- تزغرد لوداع الشهداء من فلذات الأكباد والأزواج!
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
مضى أبو همام بذات الهدوء الذي قضى فيه حياته، مضى هذا القائد المجاهد العامل الصامت الصامد “الإنسان” الرساليّ! انسل من دنيانا بلا صخب ولا ضجيج
طبتِ يا مصر حرة أبيّة، حتى وإن كَبَوْتِ لحظة أمام سطوة الجلاّد، حتى وإن خبتْ نار ثورتك فلن تُطفئها “ريح” الطغاة! ستعودين -بأحرارك- “أمّ الدنيا” إلى عرشك من جديد
لا تكتب! لا ترسم! لا تنقُش! لا تلوّن! لا تقرأ كتاباً ولا منشوراً ولا حتى فنجان! لا تكُن إلاّ كما أرادك السلطان. لا تحلم! لا تفكّر فالتفكير من وسوسة الشيطان!
بكلّ مناسبة أنتظر اتصالها وجملتها المشهورة: “أيوه يا رفيك (رفيق) عمري أِنتِ (أنتَ)”! لكنّ الحقيقة توقظني: لم تعد موجودة! اصحَ! استيقظ! الغِ الاسم من القائمة، لا تتصّل ولا تنتظر اتصالاً
ماذا فعلت حماس لتلاقي كلّ هذا اللؤم من بعض العرب؟ بماذا آذتهم؟ صارت مقاومة الاحتلال الإسرائيلي جريمة؟ صار الدفاع عن الأرض والعرض إرهاب؟ وهكذا جهاراً نهاراً!
ماذا يعني 17 نيسان لذلك “الإنسان” الفلسطينيّ الذي قُبِضت حريّته فما عاد لروحه معنى! سواء كان أسيراً أو معتقلاً أو مختطفاً أو مغيّباً!!
أسئلة وهموم ومعانات بحثها المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج. بيْد أنّ أهمّ ما جاؤوا من أجله هو أن يضعوا أنفسهم من جديد على خارطة العمل الوطني بعد التهميش والإقصاء لربع قرن!
فلسطين سيدة الأرض، يعرف تفاصيلها وأسماء مدنها وقراها آل البيت وأهل السّند والهند، وعرب طنجة، وأعاجم جاكرتا، وفُرس الشرق، وروم الغرب، وأثرياء لاس فيجاس وباريس، ومعدمو بوركينافاسو وراوندا..
كرام أمّتنا أذلّة متسوّلون في شوارع الغرب، واللاجئون على الحدود بالملايين بلا مأوى، وأحرارنا يملؤون أقبية سجوننا أكثر من الأسرى في معتقلات عدوّنا.